د.هبة جمال الدين
 د.هبة جمال الدين


 د.هبة جمال الدين تكتب: تساؤلات مهمه من واقع جريمة المنصورة

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 22 يونيو 2022 - 08:57 م

لن اتحدث عن بشاعه الجرم ، ولا عن دمويته، . ولكن استوقفنيي انتماء القاتل والضحية الشهـيده لكليه الاداب حاضنه المفكرين والشعراء والادباء والفنانين، وسألت متعجبه أين الفكر الذي يصدر عبر هذا المنبر والصرح الراقي ؟ أين الروح التي يهذبها الأدب والفن، ؟ أين استاذ الجامعه الأب الذي يوجه ويدعم ويصحح المفاهيم ؟

وفي الواقع وجدت أن ما استوقفني هي ملاحظات متشابكة ومترابطة؛ أنها ازمه الرجوله وغياب الدور 
هنا سأطرح عده تساؤلات:
- هل الرجولة أن تتقدم للزواج وأنت صغير السن غير قادر علي فتح بيت وتحمل مسؤليه أسره؟، ولن أتماشي مع من يردد من حقها ترفض بل أنه لا يحق له  من الأساس التقدم وهو مازال غلام مييز ابن المدرسه بالامس ومنتسب الجامعه اليوم، فلست أهلا لما طلبت سواء من الضحيه أو من غيرها.
- هل الرجوله أن تشهر بفتاه لكي تهددها وتجبرها علي الزواج منك، فأي منطق تعلمت من خلاله الرجولة، الرجل "شهم نبيل علي خلق مقدام مكافح مثابر شجاع وليس بنذل". لا أعلم ايه رجوله كان يقتنع بها هذا القاتل وكيف يقبل أن يعيش مع أمرأة مجبره مكسوره مشوهه السمعه بيده وفكره الداعشي" . في الواقع إن كل من يردد ويدافع يعاني من تلك الأزمه التي كشفتها لنا الجريمه فهل من رجال يتحدثون ويطبقون معني الرجوله!

وهنا تأتي الإشكالية المحيرة "أين دور كليه الاداب صاحبه الفكر ، وبناء الرأي ووجهه النظر؛ ؟لماذا لم تلعب دورها في مناقشه معني المسؤليه، والشرف ومعني الأسره، ودور رب الأسره. ؟ كيف لم تكافح التطرف وتبني عقليه مستنيره لديها ما يشغلها بعيدا عن الحب والعلاقات والجنس وخلافه!. 
أين دور استاذ الجامعه الأب الذي عليه دور النصح والارشاد وتصحيح المفاهيم المغلوطه ومجابهتها؟
فهل لم يعلم أي استاذ بالخلافات الشهيره بين القاتل والضحيه منذ خمسه أشهر علي الأقل، ؟ هل لم يلحظ أي استاذ للتغير في سلوك القاتل خاصه أن بعض اساتذته شهدوا له بالتفوق؟
أين الأنشطه التثقيفية والتوعوية أين دور الكليه والجامعه في بناءً الشخصية المصريه  التي نادي بها سياده الرئيس دوما؟ لماذا لم تساهم في بناء الفكر واحترام الرأي والرأي الاخر. يا ساده يا كرام أنا اتحدث عن كليه تبني العقول المستنيره فنحن لسنا امام كليه عمليه قد لا تهتم برفع الوعي الثقافي مثلا ، رغم اختلافي أن كل الكليات والجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي وتحت الجامعي دورها تربوي بالأساس ، ولكن اذا سلمنا لهذا الاعتقاد فأين الاداب  يا  كليه  الاداب . 

قد يعتقد البعض أنني متحامله بعض الشيء علي الكليه ، ولكنني كجزء من الجماعه الاكاديميه أجد ان علي مسؤليه أن أضع يدي علي الجرح فالمكاشفه والمصارحة اول طريق العلاج
وهنا اتذكر اساتذتي بكليه الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ونحن في اول أسبوع في الجامعه مع الرهبه والخضه، والسعاده والقلق،
وجدنا حقا استاذ الجامعه الاب والاخ والام والاخت والصديقه ، ولا انسي مقوله احد الاساتذه لا تقلقوا سنعلمكم كل شيء بالكليه بدايه من طريقه التفكير حتي اللبس والاكل وطريقه الكلام، 
واشهد اننا اكتسبنا أكثر من تلك العباره بالفعل وتتوارث الاجيال من خريجي الكليه نفس السمات. 
فبناء الشخصيه وترتيب العقل ورفع الوعي وتهذيب الروح ، وتقويم المغلوط من الفكر مهمه الجامعه والمدرسه والاسره بل وكل مؤسسات التنشئة الاجتماعية ،
فأرجو ان تراجع مؤسساتنا أدوارها فبناء الإنسان أمن قومي يا ساده يا كرام، كي لا نجد نيره اخري والاف المجرمين رحم الله الضحية ، وكل ضحايا الجهل وغياب الفكر مرضي الرجولة.

د هبه جمال الدين 
الاستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة